بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيس جمعية فتاة النهضة النسائية، نظمت الجمعية منتدى التمكين الاقتصادي للمرأة، وذلك في صباح يوم السبت الموافق ١١ أكتوبر ٢٥.
ونتقدم بالتهنئة القلبية الخالصة للجمعية، ونشكرها على الجهود المبذولة في تنظيم هذا المنتدى المتميز بالمتحدثين وأوراقهم الثرية، وكذلك بالحضور النوعي الجميل.
وكان السؤال الأساسي الموجه إلى مختلف المشاركين هو:
ما دور منظمات المجتمع المدني في دعم التمكين الاقتصادي للمرأة البحرينية؟
أولاً: إن المجتمع المدني له أهمية تماثل المجتمع الرسمي، بل والمفترض أن تتفوق عليه، لأن المجتمع المدني يعبّر عن الشعب وعن مختلف فئاته، ويخدم جميع المواطنين والمقيمين.
ثانياً: توجد لدى بعض مؤسسات المجتمع المدني بعض المشاريع المهمة لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، ومن الأمثلة: مشروع الميكروستارت أو دعم المشاريع المتناهية الصغر، وذلك بتقديم قروض صغيرة، للبدء في تأسيس مشروعات اقتصادية تنموية، تخدم المرأة بشكل خاص والأسرة بشكل عام، وقد بدأ هذا المشروع في جمعية أوال النسائية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، منذ أكثر من عشرين عامًا.
كما كان لتأسيس الحضانات ورياض الأطفال في بعض الجمعيات النسائية، دورًا مهمًا في تمكين المرأة اقتصاديًا، حيث شجّع وجود الرياض والحضانات على إلتحاق الكثير من النساء بمجال العمل الوظيفي، بسبب شعورهن بالأمان على أطفالهن في أثناء ساعات الدوام، وكذلك مشاريع مثل مركز الاستشارات القانونية والاجتماعية في جمعية أوال، ومشروع مركز عايشة يتيم للإرشاد الأسري في جمعية النهضة، وقد ساهمت مثل هذه المشاريع في تقديم الدعم القانوني، والاستقرار النفسي والاجتماعي للمرأة بشكل خاص والأسرة بشكل عام، وغيرها العديد من المشاريع التنموية.
ثالثاً: نؤكد بأن بعض مؤسسات المجتمع المدني، والكثير من المؤسسات التطوعية النسائية والاجتماعية والثقافية والتخصصية، مازالت تعاني من القصور في مختلف الجوانب الإدارية والفنية والمالية والخدماتية، وعليها أن تغيّر من أساليبها واستراتيجياتها، للتغلب على تلك النواقص، لكننا نرى بأن أكبر التحديات التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني هو خلق الجيل الثالث والرابع من الشباب، لكي تنهض المؤسسات بنفسها، من خلال استقطاب الشباب والناشئة في صفوفها، ولا يتأتي ذلك إلا بالعمل الجاد والدؤوب من أجل تنظيم البرامج الموجهة لهذه الفئة الأساسية في المجتمع، وإذا لم تُقدم مؤسسات المجتمع المدني على مثل هذه الخطوة، فإن مصيرها حتماً لا يبشر بالخير، وستظل تراوح في مكانها، بل وتتراجع عن دورها الأساسي في خدمة المجتمع نحو الأفضل.
رابعاً: ضرورة دعم الدولة ومختلف الجهات الرسمية، لمؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات التطوعية والأهلية، وفتح الآفاق لها، وعدم وضع العراقيل والصعوبات في طريقها. من أجل نهضة المجتمع البحريني، لأن التكامل بين العمل الرسمي والأهلي ضروري لنهضة المجتمع.
إن هيبة الدولة تكمن في قوة كلا الطرفين، المؤسسات الرسمية من جهة، ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية من جهة أخرى، فكلاهما يكمل الآخر، ومعا يقدمان جهودهم من أجل خدمة الوطن والشعب.
ختاماً: إن جمعية النهضة تمثل نموذجاً يُحتذى به، وقد قدمت الكثير من المشاريع التنموية والاجتماعية المتميزة في خلال السبعين عاماً، من أجل تمكين المرأة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، لذلك في عيدها السبعين، نتقدم مجدداً بالتهنئة الخالصة إلى جمعية النهضة النسائية على مشاريعها الرائدة والمتميزة، وإلى مزيد من التألق والتميز .
----------------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام